الأحد، 18 سبتمبر 2016

المدرسة: دونالد بارتلمی

ترجمة: محمد جمال

حسناً، لقد كان لدينا كل هؤلاء الأطفال يزرعون الأشجار بالخارج، أترى، لأننا إكتشفنا أن ... أن ذلك جزء من تعليمهم، لترى كيف، انت تعرف، نظام الجذور ... وأيضاً الإحساس بالمسؤولية، العناية بالأشياء، كونك شخص مسؤول. انت تعرف ما اعنيه. الأشجار كلها ماتت. كانت أشجار برتقال. انا لا اعرف لماذا ماتت، لقد ماتت فقط. ربما شيء خاطيء في التربة او ربما الأشياء التي جلبناها من المشتل لم تكن الأفضل.لقد تقدمنا بشكوى بخصوص ذلك. إذا كان لدينا ثلاثون طفلاً، كل طفل لديه شجرته الصغيرة الخاصة ليزرعها وتحصلنا على ثلاثون شجرة ميتة. كل هؤلاء الأطفال وهم ينظرون إلى هذه العصى البنية الصغيرة، لقد كان محبطاً.

ما كان ليكون أمراً سيئاً لولا انه قبل بضعة اسابيع فقط من مسألة الأشجار، ماتت كل الثعابين. لكن اعتقد ان الثعابين- حسناً، السبب وراء موت الثعابين كان ... انت تتذكر، المرجل كان مغلق لأربعة أيام بسبب الإضراب، وذلك شيء يمكن تفسيره. كان شيء يمكن شرحه للإطفال بسبب الإضراب. انا اعني، لا احد من آبائهم سيجعلهم يعبرون خط الإعتصام وهم يعرفون ان هنالك إضراب جاري وما الذي يعنيه. لذلك عندما بدأت الأشياء مرة أخرى وعثرنا على الثعابين لم يكن الأطفال منزعجين للغاية.

مع عشب الحدائق كانت المسألة في الغالب إفراط في الري، وعلى الأقل هم الآن على علم بعدم الإفراط في الري. الأطفال كانوا يعملون بضمير مع عشب الحدائق وبعضهم على الأرجح ... انت تعرف، سكب القليل من المياه الإضافية اثناء غفلتنا. او ربما ... حسناً، انا لا أحب ان افكر في عمل تخريبي، على الرغم من انه حدث لنا من قبل. انا اعني، ان الأمر عبر بأذهاننا. كنا نفكر كذلك على الأرجح لأن قبل ذلك الجرابيع ماتت، والفئران البيضاء ماتت، والعظايات... حسناً، الآن هم يعرفون بأنه لا يجب حملها في أكياس بلاستيكية.

بالطبع كنا نتوقع موت الأسماك الإستوائية، لم يكن ذلك مفاجأة. تلك الأعداد،وانت  تنظر لها وهي مقوسة وبطونها على السطح. لكن المنهج يقتضي الأسماك الإستوائية في تلك اللحظة، لم يكن بوسعنا شيء، إنه يحدث كل عام، عليك فقط ان تسرع في تجاوزه.

لم يكن من المفترض اصلاً ان نمتلك جرو.

لم يكن من المفترض اصلاً ان نمتلك واحداً، لقد كان مجرد جرو عثرت عليه فتاة تحت شاحنة التوصيل في احد الأيام وكانت خائفة من ان الشاحنة ستدهسه عندما ينهي السائق الطلبية، لذلك حشرته في حقيبتها واحضرته معها إلى المدرسة. إذا صار لدينا جرو. بمجرد ما رأيته فكرت، يا إلهي، اراهن انه سيعيش لأسبوعين تقريباً ومن ثم.... وذلك ما حدث. لم يكن من المفترض ان يكون في الفصل على الإطلاق، هنالك نوع من اللوائح بخصوص ذلك، ولكن لا يمكنك ان تخبرهم ان ليس بوسعهم حيازة جرو عندما يكون الجرو موجوداً بالفعل، امام اعينهم، يركض على الأرض وهوهوهو. لقد اطلقوا عليه إدغار-اي أنهم أسموه على إسمي. كانوا يحظون بالكثير من المرح وهم يركضون خلفه ويصيحون، "هنا، يا إدغار! رائع يا إدغار!" وبعدها يضحكون كالجحيم. لقد إستمتعوا بالغموض. انا بنفسي إستمتعت. لم أكن امانع ممازحتهم. لقد صنعوا له منزل صغير في خزانة المؤن. لا اعلم مما مات. حمى الكلاب، أعتقد. على الأرجح هو لم يأخذ اي حقن. قمت بإخراجه قبل ان يصل الأطفال إلى المدرسة. انا اتفقد خزانة المؤن كل صباح، بصورة روتينية، لأنني عرفت ما الذي سيحدث. أعطيته لأحد العمال.

ثم كان هنالك هذا اليتيم الكوري الذي تبناه الفصل من خلال برنامج مساعدة الأطفال، كل الأطفال يقومون بجلب ربع دولار شهرياً، كانت هذه هي الفكرة. لقد كان أمر يؤسف له، الطفل كان إسمه كيم وربما قمنا بتبنيه متأخراً جداً او شيء من هذا القبيل. سبب الوفاة لم يذكر في الرسالة التي إستلمناها، لقد إقترحوا علينا ان نقوم بتبني طفل اخر عوضاً عنه، وأرسلوا لنا بعض الحالات المثيرة للإهتمام، ولكن لم يكن لنا قلب لذلك. الفصل تحمل ذلك بصعوبة بالغة. لقد بدأو (لا أعتقد ان احد قال لي ذلك بصورة مباشرة) الإحساس بأنه ربما هنالك شيء خاطيء بالمدرسة. ولكنني لا أعتقد ان هنالك شيء خاطيء بخصوص المدرسة، بصورة خاصة، لقد رأيت ما هو أفضل ورأيت ما هو أسواء. انه حظ سيء فقط. لقد كان لدينا عدد إستثنائي من موت الآباء، على سبيل المثال. كان هنالك على ما اعتقد حالتان أزمة قلبية حالتان إنتحار، حالة غرق، واربعة قتلوا سوية في حادث سيارة. وحالة سكتة دماغية. ولدينا المعتاد من معدل الوفيات العالي بين الأجداد، او ربما كان أعلى هذا العام، يبدو كذلك. وأخيراً المأساة.

المأساة حدثت عندما كان ماثيو واين وتوني مافريغورداتو يلعبان حيث توجد حفريات لأجل مبنى المكتب الفيدرالي الجديد. كان هنالك كل هذه الحزم الخشبية المكدسة، انت تعرف، عند حافة الحفريات. هنالك قضية في المحكمة بسبب ذلك، الآباء يدعون ان الحزم لم تكدس بصورة صحيحة. انا لا اعرف ما هي الحقيقة. لقد كانت سنة غريبة.

لقد نسيت ان اذكر والد بيلي براندت الذي طعن اثناء إشتباكه مع دخيل مقنع في بيته.

في احد الأيام، كان لدينا نقاش في الفصل. سألوني، إلى اين ذهبوا؟ الأشجار، العظايات، الأسماك الإستوائية، إدغار، البابات والمامات، ماثيو وتوني، إلى اين ذهبوا؟ قلت انا لا اعرف، انا لا اعرف. قالوا، من الذي يعرف؟ قلت، لا احد يعرف. قالوا، هل الموت هو ما يعطي معنى للحياة؟ قلت لا، الحياة هي ما يعطي معنى للحياة.عندها قالوا، أليس الموت، بإعتباره حقيقة جوهرية، الوسيلة التي من خلالها دنيوية الحياة اليومية المسلم بها يمكن ان تتعالى في إتجاه-

قلت، نعم، ربما.

قالوا، لا يعجبنا ذلك.

قلت، ذلك ما يبدو.

قالوا، إنه مخزي بصورة رهيبة.

قلت، إنه كذلك.

قالوا، هل يمكنك ممارسة الحب مع هيلين الآن(مساعدة التدريس عندنا) حتى نرى كيف يتم ذلك؟ نحن نعلم انك معجب بهيلين.

انا بالفعل معجب بهيلين ولكنني قلت انني لن افعل.

لقد سمعنا الكثير عنه، قالوا، ولكننا لم نره أبداً.

قلت أنني سأخسر عملي وان هذا الأمر لم يمارس من قبل أبداً كمثال توضيحي. هيلين نظرت من النافذة.

قالوا، ارجوك، ارجوك مارس الحب مع هيلين، نحن نطالب بتأكيد للقيمة، نحن خائفون.

قلت انه لا يجب عليهم ان يكونوا خائفين( على الرغم من انني اخاف احياناً) وان هنالك قيمة في كل مكان. هيلين جاءت وعانقتني. قبلتها على جبينها عدة مرات. أمسكنا ببعضنا البعض. الأطفال كانوا منفعلين. بعدها كان هنالك طرق على الباب، فتحت الباب، فخطى للداخل الجربوع الجديد. الأطفال هللوا بصخب.

هناك تعليق واحد: